هولندا تستقبل اللاجئين في الفنادق والسفن السياحية الفخمة (صور)

دفع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الذي تشهده هولندا، البلديات إلى استقبالهم في مرافقها السياحية الفخمة كالفنادق والسفن السياحية بسبب امتلاء مراكز الإيواء، وسط تصاعد الانتقادات من قبل “اليمين المتطرف” الذي يطالب بإغلاق باب اللجوء في وجههم.

ودعت الحكومة الهولندية قبل عدة أيام كل مقاطعة من مقاطعات البلاد لاستقبال 100 لاجئ لمدة أقصاها أربعة أسابيع لحل أزمة اللاجئين في البلاد، كما طلبت الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA” من الفنادق ومتنزهات العطلات استقبال طالبي اللجوء.

اقرأ أيضا: العثور على جثة شاب سوري قرب الحدود البولندية البيلاروسية

استجابت عدة بلديات لنداء الحكومة و”COA” لاستقبال اللاجئين وقامت بإيوائهم في “مرافق استقبال عالية الجودة”.

سفن سياحية وفنادق

وبحسب ما أعلنت وسائل إعلام هولندية تم إيواء 48 طالب لجوء في فندق “City Center Lodge Utrecht”، وهو أحد الفنادق المصنفة بأربعة نجوم.

ويضم الفندق 22 غرفة وجناحاً، وتحتوي الغرف أسرة مريحة وثلاجات وآلات لصنع قهوة “إسبرسو” وأجهزة تكييف وشاشات تلفزيون ذكية، وسيبقى اللاجئون في الفندق بشكل مؤقت لمدة أربع أسابيع.

ويمكن تمديد فترة الإقامة المؤقتة إلى ستة شهور إذا لزم الأمر، وذلك يعود لتحديد الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA”، التي تملك هذه الصلاحيات، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.

هولندا تستقبل اللاجئين في الفنادق والسفن السياحية الفخمة (صور)
هولندا تستقبل اللاجئين في الفنادق والسفن السياحية الفخمة (صور)
هولندا تستقبل اللاجئين في الفنادق والسفن السياحية الفخمة (صور)

وقال عضو المجلس البلدي، مارتن فان أويين، بعدما تحدث مع اللاجئين، “أعتقد أنهم راضون جداً.. وأنا سعيد لأننا تمكنا من توفير هذا المكان”.

وقالت بلدية مقاطعة أوتريخت، إنها ستستمر في إجراء مناقشات لإيجاد أماكن إضافية لاستقبال اللاجئين في أماكن أخرى لدى البلديات الإقليمية المحيطة.

وكان من المقرر أن تفتتح المقاطعة مأوى للطوارئ في مبنى “كازينو هولاند” السابق، الشهر المقبل، لكن البلدية أعلنت إرجاء موعد الافتتاح إلى نهاية العام الحالي أو بدايات العام المقبل.

كما تم فتح إحدى قاعات كنسية “سينغل” في مدينة أوتريخت لاستقبال اللاجئين، وتعمل الوكالة “COA” على تجهيز فندق قارب لاستقبال 400 طالب لجوء في مدينة زاندام، خلال العام المقبل، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الهولندية.

وفي مدينة فلاردينجن، القريبة من روتردام، استقبلت السلطات المحلية 70 لاجئاً من سوريا واليمن والعراق وإيران على متن السفينة السياحية “دي أمستردام”، التي ترسو على رصيف ميناء نهر الماس.

سيتم إيواء اللاجئين على متن السفينة لمدة شهرين، ونقلت صحيفة “الخمين داخبلاد” أجواء استقبال اللاجئين وذكرت، كان الشباب يشعرون بالارتياح وسعداء واستقبل موظفو السفينة اللاجئين وصاحوا: “مرحباً بكم في فلاردينغن”.

السفينة السياحية “دي أمستردام” يبلغ طولها 95 متراً، كانت تستخدم في السابق في الرحلات النهرية الترفيهية وتحوي على 56 غرفة تتسع لـ 112 راكباً مع حمامات وشاشات تلفزيون وأجهزة تكييف.

وتحولت السفينة، الأسبوع الماضي، إلى مكان لاستقبال اللاجئين، وسط رفض من سكان الحي ومجلس البلدية التي يديرها عدد كبير من أنصار حزب “الحرية” اليميني المتطرف.

هولندا تستقبل اللاجئين في الفنادق والسفن السياحية الفخمة (صور)

بدورها، أعلنت بلدية أرنهيم أنها تريد استقبال اللاجئين على متن سفينة سياحية في راينكادا، وتريد شركة الشحن يونايتد ريفرز إتاحة إحدى سفنها لمدة ستة أشهر، وتوفر السفينة مئتي مكان ومن المحتمل أن ترسو في أرنهيم في الأيام القادمة.

وتسعى الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء “COA” إلى توسيع موقعها في أرنهيم لاستيعاب الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء.

وتقول كاثلين بوكامب، عضو المجلس المحلي في بلدية أرنهيم. “إن الوضع في تير أبيل مقلق.. واللاجئون هناك ينامون على الكراسي في الممرات، لذلك نجري مناقشات مع COA فيما يمكننا القيام به”.

يشار إلى أن السوريين تصدروا خلال الشهور الأخيرة قائمة طالبي اللجوء في هولندا يليهم الأفغان، حيث تقدم نحو 2550 سورياً بطلبات لجوء في الربع الثالث من العام الحالي.

هولندا تستقبل اللاجئين في الفنادق والسفن السياحية الفخمة (صور)

ازدياد اللاجئين وأزمة السكن

وتزايدت أعداد اللاجئين نظراً لأن هولندا قامت بإجلاء أفغان بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، إضافة إلى أن تدفق اللاجئين من سوريا والعراق وإيران وتركيا شهد ازدياداً ملحوظاً بعد تخفيف إجراءات كورونا، ما تسبب بأزمة إيواء في مركز الاستقبال في تير أبيل.

ويعد الانتقال من مركز استقبال اللاجئين “تير أيبل” إلى مراكز طالبي اللجوء “أمراً صعباً” لأنها “مزدحمة” بسبب عدم حصول اللاجئين القدامى والحاصلين على تصريح إقامة على منازلهم الدائمة بسبب أزمة السكن في هولندا.

ومابين ازدياد أعداد طالبي اللجوء وأزمة السكن تسعى العديد من البلديات إلى حل المشكلة، وأعلنت بلديات ريدين ونايمخين وايده وفينترسفايك بالفعل أنهم يريدون استقبال لاجئين وسيقومون أيضاً بإنشاء أماكن إضافية.

وتقول بوكامب، “نشعر في أرنهيم بمسؤولية منح اللاجئين المستضعفين مكاناً آمناً”، وتضيف “أنا سعيدة بما تقوم به البلديات في إيجاد أماكن إيوان لهم”.

وبحسب بوكامب، فإن سبب مشكلات استقبال اللاجئين يعود إلى أزمة السكن، مضيفة “نحن الآن نستجيب مرة أخرى لنداء الحكومة المركزية، والمهم بالنسبة لنا الآن هو أن تجد الحكومة حلاً لأزمة الإسكان.

وأشارت عضو بلدية أرنهيم إلى الصعوبات التي تواجهها البلدية، مطالبة جميع الحكومات للعمل معاً من أجل معالجة الأزمة في سوق الإسكان”.
تحريض مستمر
في المقابل، لم تخلُ حفاوة الاستقبال وحرص السلطات المحلية على توفير أماكن مؤقتة “فارهة” لطالبي اللجوء من تحركات مناهضة تنتقد فتح أبواب البلاد لهم.

وشهد المركز الرئيسي لاستقبال طالبي اللجوء في “تير أبيل”، الأسبوع الماضي، زيارة زعيم حزب “الحرية” اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، وسط حراسة أمنية مشددة للتحريض ضد اللاجئين.

وتحدث فيلدرز عن حصول سرقات في المدينة بسبب اللاجئين وقال “أسمع أنه يتم القبض على طالبي اللجوء بسبب السرقة”.

وتعد تير أبيل المحطة الأولى للاجئين في هولندا، وفيها المركز الرئيسي لاستقبال طالبي اللجوء قبل توزيعهم إلى مراكز إيواء أخرى للبدء بإجراءات حصولهم على حق اللجوء.

ويطالب زعيم حزب “الحرية”، بإغلاق باب اللجوء في هولندا وقال في وقت سابق على تويتر “هولندا ممتلئة”، كما كرر قبل أيام تلك الدعوة: “نريد لجوء وهجرة أقلَّ.. هذا يكلفنا 20 ملياراً سنوياً”.

ويأتي ذلك أيضاً في وقت يتعرض فيه اللاجئون السوريون لموجة عنصرية في بعض الدول الأوروبية كالدنمارك التي بدأت بإجراءات سحب الإقامات من اللاجئين السوريين المنحدرين من دمشق وريفها.

كما يتعرض اللاجئون السوريون في الدول المجاورة لسوريا لموجة “كراهية” و”عنصرية” من الأحزاب الرافضة لوجودهم، الأمر الذي يدفع بعض اللاجئين للمخاطرة بحياتهم وسلوك طرق خطيرة للوصول إلى القارة العجوزة بحثاً عن مستقبل آمن لهم ولأولادهم.

المصدر: تلفزيون سوريا

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى