من حصار غزة إلى حصار اليونان.. كيف بات إبراهيم يفضل الموت على إكمال حياته في حلم الوصول إلى أوروبا

“الموت في غزة أفضل من الحياة التعيسة في اليونان” بهذه الكلمات وصف الشاب الفلسطيني إبراهيم عبد الدايم حال اللاجئين في اليونان، وأوضح أن السلطات اليونانية لا توفر لهم الخدمات الصحية والطبية، ويعيشون ضمن مخيمات مكتظة بالرغم من تفشي وباء كورونا.

بترت قدماه

من حصار غزة إلى حصار اليونان.. كيف بات إبراهيم يفضل الموت على إكمال حياته في حلم الوصول إلى أوروبا
اللاجئ الفلسطيني ابراهيم عبدالدايم

وتحدث الشاب إبراهيم عبد الدايم وهو لاجئ فلسطيني في اليونان لـ “المورد” عن ظروفه التي أجبرته على مغادرة فلسطين والتوجه نحو أوروبا، وقال: إنه إلى جانب ظروف المعيشة السيئة في غزة بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، فإنه وفي حرب عام 2014 “تعرضت المدرسة التي كنا قد لجأنا إليها مع بقية أفراد عائلتي إلى قصف من قبل الإحتلال الإسرائيلي أدت إلى استشهاد أبي وأخي وإصابة بقية العائلة بجروح بليغة جدًا، وبترت قدماي الاثنتين”.

بداية رحلة العذاب

كانت تلك الإصابة بمثابة البداية لرحلة العذاب الطويلة، ولفت إبراهيم إلى أنه حاول بشتى أنواع الطرق التواصل مع المنظمات الإنسانية في غزة للحصول على طرف صناعي، لكن دون جدوى، وبيّن أن الأطراف الصناعية باهضة الثمن وغير قادر على تأمين ثمنها.

وأضاف أنه في إحدى محاولاته تمكن من الحصول على كرسي متحرك صغير بعجلات، وقال: “لكنه لم يساعدني على إعالة نفسي أو عائلتي”.

حتى بان كي مون لم يساعده!

من حصار غزة إلى حصار اليونان.. كيف بات إبراهيم يفضل الموت على إكمال حياته في حلم الوصول إلى أوروبا
اللاجئ الفلسطيني ابراهيم عبدالدايم لدى لقاءه بالامين العام السابق للامم المتحدة

وذكر إبراهيم حادثة صادفته خلال محاولاته الحصول على طرف صناعي، وقال: إنه تمكن من لقاء الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أثناء تواجده في غزة، وأضاف: “حاولت شرح له ما حصل معي من أحداث أدت إلى بتر قدمي، وطلبت منه المساعدة في الحصول على طرف صناعي لأتمكن من ممارسة عملي من جديد”، ولفت إلى أنه تلقى وعدًا من الأمين العام للأمم المتحدة بأن المنظمة الدولية ستساعده في تركيب طرف صناعي إلا أن إبراهيم لم يتلقى المساعدة وبقي على حالته.

طريقه إلى اليونان

كان يعتقد الشاب إبراهيم إن مجرد الوصول إلى أوروبا سيحصل على كل ما يطلبه، وذلك كان الحافز لاتخاذ قرار الهجرة، وقال إبراهيم: “قمت بجمع ما أستطيع جمعه من المال وذلك بالاستدانة من العائلة والأصدقاء واتخذت قراري بالهجرة، سافرت إلى مصر أولًا ومن ثم إلى تركيا”.

وتابع إبراهيم حديثه: “دخلت إلى اليونان عن طريق قارب صغير من تركيا ومعي عدد كبير من اللاجئين من عدة جنسيات والهدف كان الوصول إلى أوروبا عن طريق اليونان، حيث بدأت معاناتي هناك”.

من حصار غزة إلى حصار اليونان.. كيف بات إبراهيم يفضل الموت على إكمال حياته في حلم الوصول إلى أوروبا
ابنتا اللاجئ الفلسطيني ابراهيم والتي في المقدمة تملك قلبا صناعيا

كُسر كرسيه المتحرك

وأشار الشاب إلى أن وصوله إلى جزيرة “كوس” اليونانية، كان باهظ الثمن، وأوضح أنه في الطريق تعرض كرسيه المتحرك للكسر، ثم وضعته السلطات اليونانية داخل أحد المخيمات في الجزيرة دون أي رعاية طبية خاصة له.

وقال إنه حاول الحصول على مساعدة من المنظمات الإنسانية الموجودة في اليونان، لكنه لم يحصل حتى على كرسي جديد، وأضاف أن هناك تمييزاً بالتعامل بين اللاجئين، حيث يتم إعطاء البعض ما يحتاجونه، بينما لا يحصل آخرون على أقل الاحتياجات، حسب تعبيره.

مناشدات للمنظمات الإنسانية

يقول الشاب الفلسطيني إبراهيم إنه لا يريد مالًا أو طعامًا أو أي شيء آخر، بل أكثر ما يطلبه الآن هو الحصول على كرسي جديد ليستطيع العيش بشكل شبه طبيعي.

أضاف إبراهيم: “كانت أمنيتي في البداية الحصول على طرف صناعي، أما الآن فانا لا اطلب سوى كرسي متحرك جديد لكي أستطيع أن أتابع حياتي”.

العودة أصبحت حلمي

بعد أن أصبح الشاب الفلسطيني إبراهيم في اليونان، وعانى ما عاناه خلال فترة وجوده في مخيمات اللجوء، يقول: “أفضل العودة إلى غزة والموت هناك على البقاء هنا والعيش هكذا، لم أكن أريد سوى طرف صناعي أما الآن فأنا أريد العودة إلى عائلتي”.

يعاني اللاجئون الموجودين في اليونان من ظروف إنسانية صعبة وخصوصاً بعد قرار الحكومة اليونانية بعدم السماح لهم بالعبور إلى أوروبا ووضع اللاجئين في خيام مكتظة دون الحصول على مقومات الحياة الأساسية مما يزيد من المعاناة التي تواجه اللاجئين الموجودين في اليونان.

عمر الخالدي

صحفي وانتمائي عربي، اخبار الربيع العربي هي جل اهتمامي، أؤمن أن الصحافة هي السلطة الاولى وهي الرقيب الذي يصحح الخطأ، لي العديد من المنشورات المطبوعة، اعمل في موقع المورد منذ عام 2020، أؤمن أن الكتابة يجب أن تكون نابعة من شخص لديه التجربة وهذا ما اعمل به وما يميز كتابتي في موقع المورد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى