مدير الآثار التابع لحكومة الأسد يكشف أسباب عدم ترميم معالم تدمر الأثرية

أفاد المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا “محمد نظير عوض” إن الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا وتفشي فيروس كورونا أعاقا عملية ترميم آثار مدينة تدمر.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” التابعة للإعلام الروسي بمناسبة الذكرى الرابعة لسيطرة نظام الأسد على مدينة تدمر بعد معارك مع تنظيم “داعش”

أكد “عوض” بأن صعوبة تنفيذ أعمال الترميم الأثرية في مدينة تدمر بسبب العقوبات المفروضة على الشعب السوري.

وأوضح: “قامت فرق وطنية من خبراء وطنيين يحملون شهادة في علم الآثار ومهندسين في العمارة واختصاصات أخرى لتقييم الأضرار التي طالت الموقع الأثري جراء العدوان الوحشي لتنظيم داعش وجرت أعمال تقييم أضرار في معظم معالم المدينة التي تمكنوا من الوصول إليها”.

وأضاف عوض أنه “تم تقييم الأضرار وفق استمارات معينة في كل هذه المعالم في معبد بل وقوس النصر ومعبد بعل شمين والشارع المستقيم والمدافن، وواكب هذا المشروع دعما من منظمة اليونيسكو للاطلاع على الأضرار التي طالت المدينة”.

اقرأ أيضا: مقتل مدني جراء انفجار لغم داخل نفق يحفره الحرس الثوري الإيراني شرق تدمر

وأوضح نسبة الضرر الذي لحق بالمدينة الأثرية: “بعد زيارة وفد من اليونيسكو إلى مدينة تدمر والذي وافق الرأي القائل بأن 60% من المشهد العام للمدينة قائم وموجود لكن هناك نسب ضرر متفاوتة من مكان إلى آخر، وما زلنا نحتاج إلى تقييم اكثر دقة على الأرض، حيث يحول دون الوصول إلى بعض الأماكن الآن وجود ألغام وغير ذلك”.

وقال: “إضافة إلى تقييم الأضرار قمنا بنقل مئات القطع إلى دمشق، وهي قطع تدمرية مهمة جدا والكل يعلم ما تمتلكه تدمر من قطع كانت بالمتحف، وقمنا بأعمال ترميم لها، ومنها تمثال أسد اللات الذي يتربع الآن في أحد زوايا المتحف الوطني بدمشق منتظرا إعادة المنظر اللائق لمدينة تدمر ليعود إليها”.

وقال المسؤول إن هناك أيضا عشرات القطع من الروليفات والتماثيل الجنائزية التي حطمها التنظيم الوحشي، قمنا بترميمها بتدخل من اليونيسكو وبمنحة لا بأس بها وبوجود خبراء أصدقاء من بولندا، مؤكدا أنها رممت في المتحف الوطني بدمشق بحضور خبراء سوريين، ووصل عدد القطع إلى أكثر من 60 قطعة تنتظر في المتحف الوطني بدمشق.

وأكد المسؤول السوري أنه “رغم هذه الأعمال لا تزال هناك مساحات واسعة بحاجة إلى زيارات ميدانية ومعاينة على الأرض للوقوف على الأضرار التي طالت المدينة”، مشيرا إلى أن “التدمير للتراث اللامادي طال واحة النخيل فيما يتعلق بثقافة زراعة النخيل وسقايتها”.

يشار إلى أن “تدمر كانت تعتبر عام 2010 من أهم الروافد الاقتصادية للشعب السوري من حيث هي مقصد سياحي على مدار العام.

وتحدث عن الاتفاقيات التي أبرمتها حكومة نظام الأسد للعمل على ترميم تلك الآثار قال عوض: “أبرمنا مع الأصدقاء الروس 3 اتفاقيات للعمل في مدينة تدمر، أهمها اتفاقية مع متحف أرميتاج بسمعته العالمية الكبيرة وما يمتلك من خبرات مهمة لإعادة ترميم متحف تدمر الأثري بما كان يحتويه”.

وأكد أن “ الروس ساهموا في تحرير تدمر وهم يساهمون اليوم في عملية ترميم المدينة” مشيرا إلى أنهم سيشكلون “لجان تنسيقية ونتواصل مع اليونيسكو أيضا لتشكيل وحدة تنسيقية لإدارة ملف ترميم الآثار في مدينة تدمر إضافة إلى ترميم قوس النصر وأعمال أخرى في المدينة”.

اقرأ أيضا: السيطرة على البادية السورية…. روسيا تضع يدها على مطار تدمر بعد إخلائه من عناصر تابعة لميليشيات إيرانية

وأوضح أن هذه الاتفاقيات لم تسر بالسرعة المطلوبة في العام المنصرم، بسبب تفشي وباء كورونا، موضحا أن “الاتفاقية الثانية مع الجانب الروسي تم إبرامها مع الأكاديمية الروسية للعلوم لتدريب كوادر سورية وتبادل المعلومات حول التصوير ثلاثي الأبعاد في تقييم الأضرار”.

ولفت إلى أن “الاتفاقية الثالثة تخص قوس النصر” مشيرا إلى أنه قد “تم إبرامها مع شركة صناعة الحجر الروسية التي يهتم بها الارميتاج ويعتبرها من الاتفاقيات المهمة”.

الجدير بالذكر أن مدينة تدمر تعد من أهم المواقع الأثرية السورية المسجلة على لائحة التراث العالمي وهي موقع استثنائي حتى على المستوى العالمي وقد تسببتالحرب بسوريا بدمار هائل في المدينة وبأضرار كبيرة للمواقع التاريخية في عدة مناطق من سوريا.

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى