مجلة بريطانية: لن يخرج آخر لاجئ سوري من لبنان قبل عام 2041

قالت مجلة “إيكونوميست” البريطانية، إن الضغط على اللاجئين السوريين في لبنان لن يجبرهم على العودة إلى سوريا، نتيجة الظروف في بلدهم.

وأوضحت الصحيفة أنه من بين 1.5 مليون لاجئ في لبنان، عاد 55 ألفاً منهم فقط إلى سوريا، وبالنظر إلى متوسط سرعة عودة اللاجئين إلى بلادهم خلال السنوات الخمس الماضية، يمكن القول بأن خروج آخر لاجئ سوري من لبنان لن يتم قبل عام 2041.

مجلة بريطانية: لن يخرج آخر لاجئ سوري من لبنان قبل عام 2041

وأشارت إلى أن كل المصاعب التي يعاني منها اللاجئون السوريون، لم تدفعهم للمطالبة بالعودة إلى ديارهم، رغم الأحداث التي عاشها اللاجئون في الفترة الماضية والتي كان آخرها حادثة إحراق مخيم المنية شمالي لبنان، إضافة إلى حادثة طرد اللاجئين من بشري عقب إقدام لاجئ سوري على قتل لبناني.

وأطلق بعض السياسيين في لبنان، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأسبق، جبران باسيل، “العنان لموجة غضب شعبية تجاه اللاجئين، فاتهموهم ظلماً وبهتاناً بأنهم السبب بانهيار الاقتصاد في لبنان”، وفقاً للمجلة.
كما زادت الحكومة اللبنانية، “الضغوط على اللاجئين لتسريع عودتهم”، وذلك عبر زيادة عمليات الترحيل وتشديد القيود.

ويرى باحثون من مخبر سياسة الهجرة لدى جامعة ستانفورد وجامعة “ETH” السويسرية في زيوريخ، أن إجراءات السلطات اللبنانية محكومة بـ”الفشل”، خاصة أن 63% من اللاجئين السوريين في لبنان يتمنون العودة إلى وطنهم يوماً ما، وتوقع 5% منهم فقط أنهم سيعودون للوطن خلال السنة المقبلة، ما يعكس “هوة سحيقة بين ما يعتزم اللاجئون فعله وما يستعدون للقيام به فعلياً”.

ولم يجد الباحثون أي صلة بين وضع اللاجئين الجيد في لبنان وبين رغبتهم بالعودة إلى بلدهم، موضحين أن المهم ليس الظروف في لبنان، بل في سوريا، التي تسوء يوماً بعد يوم، حيث يبدأ الابتزاز على الحدود بإجبار العائدين على تصريف مبلغ 100 دولار إلى العملة السورية التي هبطت قيمتها بشكل كبير، فضلاً عن الطوابير التي قد يطول الانتظار فيها لساعات، وأحياناً لأيام، وذلك للحصول على المواد الأساسية مثل الخبز والوقود، بحسب “إيكونوميست”.

وأشار الباحثون إلى أن اللاجئين يتعرضون لخطر التجنيد الإجباري من قبل النظام “المتعطش لزيادة عدد الجنود في جيشه”، إضافة إلى “خطر الاعتقال التعسفي على يد النظام أيضاً المتعطش لتحصيل المال”.

وخلصت المجلة إلى أنه “من دون قيام تغيير حقيقي في سوريا، من غير المحتمل للاجئين السوريين الذين توزعوا في مختلف أنحاء العالم أن يعودوا إلى وطنهم، طالما بقي الأسد في السلطة، لأنه لا يمكننا أن نتوقع حدوث تغيير حقيقي في البلاد”.

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى