ما قصة اختفاء 5 معارضين سوريين بعد توجههم لسفارة النظام في بيروت ؟

أصدرت سفارة نظام الأسد في بيروت بياناً اليوم السبت نفت فيه مسؤوليتها عن اختطاف 5 معارضين سوريين كانوا قد اختفوا عقب توجههم إلى السفارة للحصول على جوازات سفرهم.

وقال المكتب الإعلامي في “السفارة السورية” ببيروت: “تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم عن اختفاء من سمتهم ناشطين سوريين دخلوا إلى السفارة السورية ولم يخرجوا منها، تهيب السفارة في بيروت بالقيّمين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وغيرهم تحري الدقة وتقصي الحقيقة قبل نشر مثل هذه الإشاعات المغرضة، وتنفي هذه المزاعم المتداولة العارية عن الصحة”.

اقرأ أيضا: صحيفة فرنسية: مطار دمشق الدولي مركز اعتقال للمعارضين السوريين ونقطة انطلاق لتجارة عائلة الأسد

وزعمت السفارة أنها “على استعداد دائم للعمل بأقصى طاقة لإنجاز المعاملات والوثائق، وتقديم المساعدة والتسهيلات اللازمة، والحفاظ على أمن وسلامة مراجعيها من المواطنين السوريين وغير السوريين”.

قيادة الجيش اللبناني تعلن تسليمها المختطفين للأمن العام!

من جهتها، أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بياناً أكدت فيه إلقاءها القبض على المعارضين السوريين المختطفين.

وجاء في البيان: “بتاريخ 27/8/2021، أحالت مديرية المخابرات إلى المديرية العامة للأمن العام كلاً من السوريين (ت.ح) و(ع.ق) استناداً لإشارة النيابة العامة العسكرية، لدخولهما خلسة إلى الأراضي اللبنانية ووجودهما عليها بصورة غير قانونية”.

وأضاف البيان: “كما أوقفت مديرية المخابرات في منطقة اليرزة- بعبدا كلاً من (م.ع.و)، (م.س.و)، (أ.ع) و(إ.ش) وهم من الجنسية السورية وقد دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة بطريقة غير قانونية بمساعدة مهرّبين. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

بيان للأمن العام اللبناني

وبدورها، نشرت مديرية الأمن العام في لبنان بياناً عبر سلسلة من التغريدات على حسابها في تويتر، ردّت فيه على انتقادات “الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني حول حادثة اختفاء الشبّان الـ5، قالت فيه:

“إن المديرية العامة للأمن العام، تؤكد مجدداً أن الصلاحيات المنوطة بها على المعابر الحدودية تنحصر في ختم وثائق السفر التي هي بحوزة العابرين بعد التأكد منها واستكمال الإجراءات العدلية، وليست مهمة عسكرييها تفتيش الآليات أو الأشخاص، مع العلم أنَّ هذه المهمات تدخل في صلب صلاحيات الأجهزة المختصة الموجودة على المعابر”.

وتابعت: “أما بالنسبة للسؤال الذي طرحه الحزب التقدمي الاشتراكي على “المُطالبين بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم حول النموذج الذي تُقدّمه مثل هذه الظاهرة الخطيرة عن العودة الآمنة المفترضة” فإن المديرية العامة للأمن العام توضح أنَّ كلَّ رحلات العودة التي نظمتها المديرية خلال السنوات الماضية لم تشبها شائبة، ولم يسجل أي حادث مع أي مواطن سوري عاد إلى بلاده تحت رعاية الأمن العام وبإشراف وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان”.

تخوّف من تسليمهم لسلطات النظام

وتبدي أطراف سياسية وحقوقية لبنانية وسورية معارضة خشيتها من تسليم الشبّان الـ5 لأجهزة أمن الأسد بذريعة دخولهم “خلسة” إلى الأراضي اللبنانية، وذلك بحسب القانون الصادر عن مجلس الدفاع الأعلى بتاريخ الـ15 من نيسان 2019، والذي ينصّ على أن أي سوري يدخل خلسة إلى لبنان بعد تاريخ الـ25 من نيسان 2019 سيتم تسليمه إلى سلطات النظام.

اختطاف 5 معارضين ينحدرون من درعا

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تداولت منذ يوم أمس الجمعة، نبأ اختطاف 5 معارضين لنظام الأسد من أمام “السفارة السورية” في بيروت، من دون ورد أي توضيح أو تعليق حول الحادثة من قبل السلطات اللبنانية.

ونقلت قناة “الحدث” عن مصادر خاصة بها أن 5 شبان سوريين معارضين ينحدرون من محافظة درعا، تم اختطافهم من أمام سفارة النظام، مشيرة إلى أن الشبان المختطفين الخمسة تم استدراجهم إلى السفارة بحجة تسليمهم جوازات سفرهم.

وبحسب ناشطين، فإن الشبّان الخمسة المختطفين هم: توفيق الحاجي وقد تم اختطافه يوم الثلاثاء الماضي، أما أحمد زياد العيد وإبراهيم ماجد الشمري ومحمد عبد الإله سليمان الواكد ومحمد سعيد الواكد فقد اختطفوا أمس الجمعة.

من جهته، ذكر موقع “المدن” أن عمليات الخطف تمّت بواسطة استدراج الضحايا إلى السفارة لاستلام جوازات سفر، وأنه بمجرّد وصولهم إلى السفارة “انقض عليهم رجال أمن بالزي الرسمي وقاموا باعتقالهم داخل حرم السفارة” بحسب ما نقل الموقع عن ناشطين.

وحتى اللحظة، لم يُعرف مكان وجود المختطفين إن كانوا ما يزالون محتجزين داخل السفارة في منطقة اليرزة أو تمّ اقتيادهم إلى داخل سوريا. ويرجّح أن عمليات الخطف هذه مرتبطة بشكل مباشر بالأحداث المتلاحقة في منطقة درعا، على اعتبار أّنّ المخطوفين الخمسة كانوا ينتمون لفصائل المعارضة في درعا.

وبحسب الناشطين، فإن كلاً من محمد سليمان الواكد ومحمد سعيد الواكد وأحمد زياد العيد كانوا ضمن صفوف فرقة (الحمزة) إبان سيطرة المعارضة على درعا، بينما كان إبراهيم ماجد الشمري ينتمي لـ حركة “أحرار الشام الإسلامية”، وتوفيق فايز الحاجي كان قائد لواء (فرسان الأبابيل).

وكان الشبان الخمسة قد دخلوا إلى لبنان يوم الـ18 من آب الجاري، وتقدّموا بطلبات للحصول على جوازات سفر من سفارة النظام ببيروت بهدف توجههم إلى إقليم كردستان العراق، بحسب أقارب بعض المخطوفين الذين أفادوا بأن “جواز السفر السوري يتيح فقط الدخول إلى كردستان من دون تأشيرات، والمجال الجوي مفتوح أمامهم”.

ولدى قدوم المختطفين لتسلّم جوازاتهم بعد اتصال السفارة بهم، تم اعتقالهم واختطافهم إلى جهات غير معلومة حتى الساعة، من دون صدور أي تعليق من السلطات اللبنانية حول الواقعة.

المصدر: تلفزيون سوريا

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى