“حرب النفط السرية” …صحيفة تكشف استهداف إسرائيل لناقلات النفط الإيرانية المتجهة لسوريا

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل حول استهداف إسرائيل لناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا واصفةً ما يحدث بـ “حرب النفط السرية” لقطع محور تهريب النفط الإيراني إلى سوريا، وصرحت عن عمليات غسيل الأموال التي تجريها طهران ونظام الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني من صفقات النفط المهرب لتجنب العقوبات الدولية المفروضة عليهم.

وقال “رون بن يشاي” محلل الشؤون الأمنية والسياسية، في تقرير نشرته الصحيفة، أول أمس، الجمعة إن أموال النفط الإيراني المهرّب إلى سوريا تذهب لتمويل حزب الله اللبناني عبر طريقة “غسيل أموال” لا تطولها يد العقوبات الدولية، حيث يقوم نظام الأسد بتسليم ثمن النفط الإيراني لحزب الله مباشرة.

اقرأ أيضا: طهران تعلن تعرض سفينة حاويات إيرانية “شهركرد” لأضرار خلال هجوم قبال السواحل السورية

وأضاف المحلل الإسرائيلي أن إيران بهذه الطريقة تضرب “عصفورين بحجر واحد”، أولاً لا تضطر لغسل الأموال بطرق معقدة من خلال طرف ثالث لا ينتمي إلى المحور الإيراني-الشيعي.

أما الأمر الآخر توفر طهران على نفسها مشقة البحث عن حلول التفافية لتحويل الأموال عبر المصارف اللبنانية التي تخضع للرقابة المالية دولياً من أجل تمويل وكيلها في المنطقة (حزب الله)، لذلك عندما يسلم الأسد ثمن النفط الإيراني للحزب فهو يسدي خدمة مقابل خدمة على مبدأ “أنا أربح وأنت تربح”، وفقاً لتقرير “بن يشاي”.

وفي سياق متصل قال التقرير إن إيران التي تستخدم الأرض السورية كممر بري “كاريدور” لنقل الأسلحة والذخائر والصواريخ إلى جنوب لبنان، تستثمر تحالفها مع نظام بشار الأسد لاستغلال سوريا أيضاً كقناة لتحويل الأموال رغم عقوبات “قانون قيصر”، الذي يمنع الصفقات الدولية مع البنوك في لبنان المتواطئة مع البنوك السورية المعاقبة.

ويتابع المحلل الإسرائيلي يتم تسليم الأموال باليد عبر الحقائب من سوريا إلى جيب حسن نصر الله مباشرة حيث لا تستغرق الرحلة من دمشق إلى بيروت سوى ساعتين أو أقل.

وأوضح التقرير أن عمليات تهريب النفط الإيراني إلى سوريا ليست بالأمر الجديد وهي قائمة منذ عدة سنوات، حتى قبل أن تفرض إدارة ترامب العقوبات على طهران ونظام الأسد

ولجأ الإيرانيون إلى عقد هذا النوع من الصفقات، بشكل أكبر، بعدما مُنعوا من تحويل الأموال وتلقيها عبر الأنظمة المالية الدولية المعتمدة، اعتباراً من أيار/مايو 2018 بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة عقب الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث واجهوا مشكلة في الحصول على عائدات أو مدفوعات النفط الذي قاموا بتهريبه إلى الصين وكوريا الشمالية وسوريا ودول أخرى.
بحسب التقرير ينطلق مسار السفن المحملة بالنفط الإيراني من ميناء جزيرة الخرج النفطي أو من جزيرة قشم في الخليج العربي، وفي أقصر طريق عليها عبور مضيق هرمز والدخول عبر مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر ومن هناك إلى قناة السويس وبور سعيد باتجاه الساحل السوري، وهناك إما أن ترسوا في وسط البحر ويتم نقل حمولتها إلى ناقلة نفط سورية لإيصال النفط إلى الشاطئ أو تبحر إلى ميناء اللاذقية أو ميناء طرطوس لتفرغ حمولتها مباشرة.

ويدرك الإيرانيون أن هذا المسار بات مكشوفاً وليس خافياً على معظم أجهزة الاستخبارات الغربية بما فيها أميركا وإسرائيل، لذلك حاولوا في عام 2019 تغيير هذا المسار إلى آخر أطول من خلال الإبحار حول القارة الأفريقية والدخول إلى البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق الذي يخضع للتاج البريطاني ويتمتع بحكم ذاتي.

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى