على ركام المدن المدمرة وبعد مئات آلاف القتلى .. نظام الأسد يحتفل بـ”حرب تشرين”

في حين لا يزال العالم يعاين ركام المدن والبلدات السورية التي دكّتها طائرات وصواريخ النظام على مدار عشر سنوات، وفي حين تحصي المنظمات الدولية مئات آلاف الضحايا المدنيين الذين قتلتهم آلته الحربية، يحيي إعلام نظام الأسد الذكرى الـ48 لما يُعرف بـ”حرب تشرين التحريرية”، التي توافق ذكراها الأربعاء 6 من تشرين الأول.

ويحتفل إعلام النظام بـ”النصر الذي حققه الجيش العربي السوري بقيادة حافظ الأسد”، واصفًا هذه الحرب بأنها أعظم إنجاز للأمة في تاريخها الحديث، وفق ما نشرته وزارة الدفاع السورية على موقعها الرسمي.

اقرأ أيضا: نظام الأسد يبدأ بإعادة تأهيل الشبكة مع الأردن لتزويد لبنان بالكهرباء

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، شهدت عدة محافظات سورية فعاليات احتفالية بهذا اليوم، ونشرت الوكالة مقاطع مصورة للاحتفال بما وصفته بـ”الانتصار التاريخي على العدو الصهيوني”.

تحلّ اليوم ذكرى هذه الحرب، بالتزامن مع القصف المتكرر والشبه يومي لمناطق المدنيين من قبل نظام الأسد وحلفائه، لتجدد آلام ومعاناة السوريين من القصف والقتل والتهجير على مدار عشر سنوات، ولتعيد قصص الاعتقال والتعذيب والتنكيل إلى أذهان الشعب السوري.

إذ أحصى التقرير الصادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في 15 من آذار الماضي، والذي جاء في 30 صفحة، مئات الآلاف من الضحايا المدنيين في سوريا خلال عشر سنوات.

وقالت “الشبكة” إن 227 ألفًا و413 مدنيًا قُتلوا في سوريا، بينهم 14 ألفًا و506 أشخاص قُتلوا تحت التعذيب.

أما عدد المعتقلين والمختفين قسرًا فبلغ 149 ألفًا و361 شخصًا، بينهم نحو خمسة آلاف طفل وأكثر من تسعة آلاف امرأة، وحمّل التقرير النظام المسؤولية عن 88% من مجموع المعتقلين.

وأكد التقرير أن قوات النظام ألقت أكثر من ثمانية آلاف برميل متفجر على المدن والقرى والبلدات السورية، منذ توثيق استخدام هذا السلاح لأول مرة في تموز 2012، متسببًا بمقتل أكثر من 11 ألف مدني.

وأضاف أن نحو 13 مليون سوري تعرضوا للتشريد من منازلهم، عبر عقد من الانتهاكات المتواصلة، والفشل في تحقيق الانتقال السياسي نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وشنت قوات النظام نحو 217 هجومًا كيماويًا منذ كانون الأول 2012، في مختلف المحافظات السورية، وأسفرت عن مقتل نحو ألف و510 أشخاص، وإصابة 11 ألفًا و212 آخرين.

ومنذ تموز 2012، استخدمت قوات النظام وحليفها الروسي الذخائر العنقودية لشنّ نحو 494 هجومًا استهدفت المناطق المدنية السكنية، كما شنّت 171 هجومًا بالأسلحة الحارقة منذ آذار 2011، تتحمل القوات الروسية مسؤولية 125 هجمة منها، بينما شنت قوات النظام 41 هجمة.

كما وثّق التقرير 863 حالة اعتداء على المنشآت الطبية، وألفًا و393 اعتداء على دور العبادة، وتضرر نحو ألف و584 مدرسة، استُهدف بعضها لأكثر من مرة، وحمّل التقرير النظام وحليفيه، الروسي والإيراني، مسؤولية قرابة 89% من هذه الحوادث.

كما وثقت “الشبكة” في أحدث تقرير لها عن شهر أيلول الماضي، الانتهاكات المرتكبة على يد أطراف النزاع في سوريا، وأبرزها استهداف قوات النظام وحليفه الروسي مناطق خطوط التماس، ووثقت القصف الروسي الذي استهدف مدينة إدلب شمال غربي سوريا للشهر الرابع على التوالي.

المصدر: عنب بلدي

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى