تجربة لاجئ سوري حاول الوصول إلى أوروبا عن طريق بيلاروسيا

قال اللاجئ السوري إنه قبل السفر تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والوتس آب مع العديد من المهربين لأضمن الوصول من بيلاروسيا إلى ألمانيا تحديداً.

وجميعهم أكدوا نفس الكلام “تعال وسنوصلك إلى ألمانيا” ،” الطريق جاهز من خلال سيارة وفي مشي من 2 ساعة إلى 8 ساعات “.

اقرأ أيضا: رؤساء بلديات من المعارضة التركية: مدننا لم تعد تستوعب لاجئين سوريين وندعو لإيجاد حلول

وعلى هذا الأساس عملت الدعوة ” دعوة من بيلا روسيا” عن طريق مكتب موجود في إسطنبول بتكلفة 2000 دولار أمريكي ، تشمل الدعوة والحجز الفندقي لمدة 7 أيام .

وبعد استلام الدعوة رتبت أموري وسافرت إلى بيلاروسيا .

رحلة المطارفي بيلا روسيا

وصلنا المطار 5 مساءً وكان المطار مزدحم من كل الدول والجنسيات وغالبيتهم نفس الهدف الوصول إلى أوروبا .

وأول إجراء في المطار هو تقديم الدعوة من أجل الحصول على تأشيرة على جواز السفر ” تأشيرة ملصقة ” ورسوم التأشيرة 250 دولارأمريكي تقريباً.

أمضيت حوالي 12 ساعة داخل صالة في المطار والصالة يلي تواجدتوا فيها لا يوجد لا ماء ولا طعام .

بعد لصق التاشيرة على جواز السفر ، تم تحويلنا على مكتب التدقيق الأمني وكانت أسئلة بسيطة.

“شو الهدف من الزيارة” ، “كم المبلغ يلي معك” ،”في أي فندق حاجز”،”مين الشركة يلي عملت لك الدعوة”.

بعد ذلك توجهت إلى نقطة الدخول وختمت دخول على جواز سفري، ثم إلى خارج المطار، وبعدها إلى الفندق.

صاحب الشركة يلي استخرجت منه الدعوة “عمل لنا من البحر طحينة” وإن لديه خدمات، لكن للاسف كله كذب بكذب ولم أجد أحد لاستقبالي ،وصلت الفندق وأخذتُ قسط من الراحة .

الرحلة الحقيقية

بدأت رحلتي الحقيقية، بدأت أتواصل مع أكثر من مهرب، وكان حديثهم واحد، الطريق متوفرة ومضمونة، مقابل تأمين مبلغ في أحد مكاتب إسطنبول، وبالفعل أمنت المبلغ المتفق عليه، ولكن للأسف لا يوجد أي طريق مضمون والمهرب كان يعتمد بدخولنا إلى بولندا ومن ثم ألمانيا على الحظ فقط .

أول ما يسمعوا بوصولك للفندق بيجو “سماسرة” المهربين ويزينون لك الطريق ليقنعوك ان طريقهم آمن ومضمون، وفي ناس وصلت عن طريقهم ومقاطع فيديو،والطريق مشي من 2_ 8 ساعات .

ولرغبتي بتحقيق هدفي بالوصول إلى أوروبا حاولت 5 مرات، واطلع معهم ع الحدود، وفي كل مرة يعيدنا الجيش البلاروسي .

المهرب بالعادة بقلك في طريق ويرسل سيارة لتتقلك من الفندق إلى الحدود استعدادا لدخول بولندا، وبيكون معي أيضا 3 ركاب لنفس الهدف .

يأخذ سائق السيارة من كل راكب مقدم منا 100دولار أمريكي جميعنا 400 دولار أمريكي لحمولة كل سيارة ، وبيكون متفق مع سائق السيارة 150 دولار أمريكي فقط على جميع الركاب للمشوار الواحد.

ويستخدم هذه الطريقه خمس مرات على الأقل “خمس سيارات لنقل الراغبين بقطع الحدود من بلا روسيا إلى أوروبا”.

وبهذه الطريقة يستفيد من كل سيارة 250 دولار أمريكي يومياً.

وعند الوصول للحدود البلاروسية يوجد أربع احتمالات .

الاحتمال الاول : يرجعك الجيش قبل الوصول حدود بلاروسيا .

الاحتمال الثاني : تعبر الحدود البلاروسية وما فيك تقطع الحدود البولندية وغير مسموح لك ترجع ع بلاروسيا وبهذه الحالة رح تفضل عالق بين الطرفين

الاحتمال الثالث : عبور الحدود البلاروسية والبولندية وفي هذه الحالة لازم حصراً تعرف تشتغل على “جي بي س” حتى تعرف توصل نقطة التحميل يلي أرسلها لك المهرب وتيجي السيارة تأخذك إلى ألمانيا، وللأسف كثير من الناس وصلت لنقطة التحميل وما لاقوا سيارة تأخذهم.

وفي ناس من الجوع والعطش والبرد تسلم نفسها لحرس الحدود البولندي ومن ثم يتم إرجاعهم إلى المنطقة المحرمة بين الطرفين البلاروسية والبولندية .

الاحتمال الرابع تيجي سيارة تأخذك إلى المانيا من نقطة التحميل وفي ناس كثير انمسكت بعد ما تمشي بالسيارة وفي ناس وصلت ألمانيا.
فشل المحاولات

في الختام راح أقدم لكن نصائح بعد تجربتي الشخصية وعودتي إلى مكان إقامتي في إسطنبول

1. دعوة بلا روسيا تكلف من 800 إلى 1000دولار أمريكي فقط

2. لا تشيك أو تؤمن فلوس في مكاتب التأمين لحتى تتأكد من المهرب و تحط شرط جزائي بينك وبينه لو حتى يكون 200 دولار في حال ما التزم بيخسرهم .

3. انتبه لشيء مهم لا يوجد شي اسمو ليبري او دليل بيكون ماشي معك، فقط هناك شخص مثلي مثله من الذاهبين لأوروبا بيكون عامل معه اتفاق مقابل خصم له أو بيطالعه معنا مجاني، وبهيك بغش المجموعة وبيضحك ع ناس أنه معكم ليبري “دليل”.

4. قصة وجود سيارة من بلاروسيا إلى بولندا ” قصة كاذبه وكذب بكذب” حتى لو تدفع 10 الف يورو لا يوجد .

5. جميع المهربين والسماسرة الذين يعملون معهم في بلاروسيا يعتمدو ع الحظ فقط ، إذا عبرت يستفيد من كل فرد أقل شيء 1500 يورو ، وفي حال ما عبرت يستفيد من كل حمولة سيارة بتوصلك للحدود 250 دولار أمريكي.

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى