إعلام فرنسي يسلط الضوء على مأساة شابة ملغاشية.. “هاجرت إلى السعودية للعمل فقُتلت ورُدمت جثتها بجرار”

نددت جمعية ملغاشية-فرنسية بـ “سوء المعاملة” التي تتعرض لها العاملات الأفريقيات في السعودية، إثر انتشار مقطع مصور يُظهر عملية دفن شابة ملغاشية، تمت بالاستعانة بجرافة لردم جثتها “دون تابوت” في مقبرة “الجبيل” المُخصصة لغير المسلمين، شرقي المملكة.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن “كوروزا هيلياريزوا” منسقة جمعية “أزيغ”، التي تتولى تقديم الدعم الإداري والنفسي للعاملات الملغاشيات والأفريقيات في الدول التي تصنف على أنها خطيرة بالنسبة إلى العمال الأجانب، نقلت قولها إن المقطع المصور تم تسجيله في الـ11 من آذار/ مارس الماضي، وأثار صدمةً كبيرة في مدغشقر حيث تُعتبر تقاليد الدفن مقدسة.

ويظهر في المقطع، المُسجل من قبل إحدى النساء الملغاشيات اللاتي حضرن عملية الدفن، جرافة وهي تردم جثة العاملة “ميلاني / 22 عاماً” وهي ملفوفة بالكفن، وسط صرخات الأسى التي أطلقتها النساء الملغاشيات اللاتي كن يرتدين عباءات سوداء.

اقرأ أيضا : صحف هولندية تكشف تفاصيل مثيرة حول جريمة قتل الممثلة السورية “رائفة الرز”

وأوضحت منسقة الجمعية أن “ميلاني” وصلت إلى السعودية سنة 2018، وتوفيت بطريقة عنيفة بعد أن هربت من بيت مشغلها في مدينة الدمام، شرقي البلاد.

وأضافت كوروزا أن الضحية أُجبرت بعد هربها على العمل في الدعارة، وتابعت قائلة: “في اليوم الذي قُتلت فيه ميلاني، اتصل بها زبون وحجز غرفة في فندق، وقال لها إنه لوحده ولكن عندما التحقت به في الفندق، وجدت عدداً كبيراً من الأشخاص. اتصلت ميلاني بصديقاتها قائلة لهم إنها إن لم تعد في الموعد المحدد فإنها ستكون قد ماتت”.

إعلام فرنسي يسلط الضوء على مأساة شابة ملغاشية.. "هاجرت إلى السعودية للعمل فقُتلت ورُدمت جثتها بجرار"

وأردفت: “لقد كانت تحمل مبلغاً مالياً كبيراً في حوزتها. وعندما انتهى الموعد، قاموا بذبحها ومن المؤكد أنهم استولوا على الأموال. ثم تلقت صديقتها صورة صادمة للغاية، نرى من خلالها جسدها المشوه والمغطى بالدماء ملقى على ملاءة مع الرسالة التالية: (إليكم صديقتكم الميتة)”.

وأكملت مسؤولة الجمعية: “بعد ذلك، تم العثور على جثة ميلاني في غابة بمدينة الدمام في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2020. قمت بإخبار سفارة مدغشقر في الرياض، ولكن لا أحد تحرك وبقي جسدها في الطبيعة لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر. في تلك الفترة، كان مطار الرياض مغلقاً عندما اضطرت حوالي خمس وثمانين امرأة ملغاشية إلى مغادرة السعودية بعد إنهاء عقود عملهن. وحينها تولت السفارة الملغاشية الحصول على جثتها. ومكنتني عائلتها من ترخيص لإجلاء جثمانها”.

وأضافت أيضاً: “وفي النهاية، تم دفن ميلاني دون تابوت. إنه أمر لا يمكن التسامح معه. ففي مدغشقر، يحظى الموتى باحترام كبير ومراسم الجنازة يجب أن تتم في تقاليد محددة بدقة”.

وتابعت: “يتعرض عدد كبير من النساء اللاتي يعملن كمعينات منزليات إلى سوء المعاملة ولا يحتملن الوضع ويلجأن إلى الهرب. يجدن أنفسهن دون وثائق إقامة ويتولى وسطاء الدعارة انتدابهن ويسكنّ في منزل متوار عن الأنظار حيث تتم حراستهن بالبنادق النارية. ويحصلن على أجر يتراوح ما بين 400 و500 يورو عن الزبون الواحد حسب لون بشرة البنت: كلما كانت بشرتها فاتحة كلما ارتفع الأجر الذي تحصل عليه”.

وختمت كوروزا بالقول إنها اضطرت، في وقت سابق، للتدخل عبر اتصالات هاتفية لتهدئة شابات كن مقبلات على الانتحار، مشيرة إلى أن عمر الفتيات اللاتي يتم انتدابهن للعمل في الخارج يتراوح بين 16-25 عاماً، لكنهن يكذبن بشأن عمرهن الحقيقي عندما يغادرن مدغشقر.

رغد الحاج

صحفية مهتمة بالشأن السوري الفني تعمل على إضافة قيمة مضافة للأخبار فى موقع المورد، عملت سابقا على تغطية أحداث ومؤتمرات فنية حدثت في سوريا قبل عام 2011 وكانت مراسلة لمجلة الفن في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى